سيأتي اليوم

فيلم دانماركي يحكي قصة أخوين شائت لهم الظروف أن ينتهي بهم المطاف في دار لرعاية الأيتام مع أن أمهم لا تزال على قيد الحياة لكن صحتها لا يؤهلها بالعناية بالولدين على حسب تقارير المستشفى الحكومي وجمعية العناية بالأطفال القُصَّر، ويزيد من حال الأخوين بؤساً هو أن خالهم، آخر خيط لشخص يقرب لهم بالدم لا يريد الإعتناء بهم لمجرد أنه لا يريد!

من الواجهة الخارجية، يبدو أن دار الأيتام هذا كـ جنة وملاذ للأيتام، فالجميع يبدو فرحاً والقائمون على إدارة الدار من خمسة رجال وإمرأة يبدو عليهم الطيب والمودة والنية الصافية لتربية أولاد لا يملكون أحد آخر في هذه الحياة الدنيا. يخيّل لبرهة طهارة قلوبهم وحبهم لعمل الخير من دون مقابل.

لكن بعد التعمّق بداخل دار الأيتام هذا، الحياة لا تبدو زهرية كما في الخارج، فـ هناك قوانين صارمة وعقوبات عنيفة لمن يتخطى هذه القوانين. الإدارة التي تبتسم من الخارج لا تعرف البسمة من الداخل، الحقيقة المظلمة التي وقع فيها الأخوين ومحاولة النفاذ من هذا الجحيم قبل فوات الأوان.

الفيلم كُتب بطريقة كلاسيكية للغاية، فهناك مقدمة والحدث المؤثّر ومنتصف القصة مع أحداث عديدة متوالية وسبل حل الأزمة إلى السقوط والاستسلام منها إلى الوقوف ثانيةً والاستعداد الأخير للحرب الضارية إلى الاستنتاج النهائي للقصة.

شخصيات الفيلم جميعها لهم أثرهم في القصة، هذا ما جعل الحبكة واسعة جداً وتمهل التطوّر للجميع، مما ساعد على بناء أحداث عديدة يكون كل شخصية له ذرعٌ فيه وسببٌ ونتيجة. الأطفال كان لهم نصيب الأسد من القصة وكيف لا وأنت تملك هذا العديد الكبير من الأطفال الذين يملكون موهبة جبّارة في التمثيل! حقاً أُعجبت بجميع الأطفال الذين أبلوا بلاءاً حسناً في القصة وشعرت لوهلة أن هذا فيلماً تسجيلياً بدلاً من درامياً من طبيعية أداء الأطفال.

فيلم جميل متكامل، الخير والشر، الأحداث وسبل التعامل معها، النجاح والإخفاق، الفرحة والحزن، والنهاية التي تجمع كل شيء في قالب واحد.

متوفر الآن في نتفليكس على هيئة مسلسل من ثلاثة حلقات كل حلقة لمدة ٤٢ دقيقة، مع أنه أنتج أصلاً كفيلم من ١٢٦ دقيقة.

Leave a comment

Filed under Uncategorized

Leave a comment